لم يمض على انتخاب المجلس الجديد لنقابة المحررين أكثر من أربعة اشهر.عقد مجلس النقابة جلسات عدة ،وناقش الكثير من المسائل التي تهم المحررين الصحافيين والاعلاميين بشكل عام ،عل هذا المجلس يخلق دينامية جديدة في العمل النقابي ،تمحو الكثير من الانطباعات التي تكونت عن نقابة المحررين خلال نصف قرن من الزمن.

كان همنا في المجلس منذ الاجتماع الأول كيف نحقق للصحافيين خطوة تعيد اليهم الثقة بنقابتهم.قدمنا اقتراحا يقضي بتأمين ضمان صحي للصحافي في لبنان طوال حياته والى ما بعد التقاعد.لقي هذا الاقتراح اجماعا من حيث المبدأ،ولكن عند مناقشة هذا الأمر تبدت أمامنا الكثير من العقبات ،ليس اولها الكلفة المالية العالية التي قد ترهق موازنة النقابة ،لكن المشكلة الأكثر الحاحا كانت في انجاز احصاء حقيقي وواضح للمنتسبين الى النقابة.فالمحررون المسجلون في الجدول النقابي يربو عددهم على ألف ومائتين ،بينهم العشرات ممن فارقوا الحياة وآخرون تركوا المهنة.وعليه كانت أمامنا مهمة شاقة ومطلوبة وضرورية ،وهي تنقية الجدول النقابي.

وعليه انكب المجلس على على مراجعة الجدول ،بعد أن أعد النقيب الياس عون لائحة بالصحافيين الذين يمكن شطبهم ،باعتبار أن النقيب عاصر كل عهود النقابات السابقة.درسنا هذه اللائحة اسما اسما ،وتبين لنا أن نحو مائتين وخمسين زميلا يفترض شطبهم من الجدول بينهم الكثير من الأموات.أقر المجلس هذا الأمر وهيأ لائحة بالاسماء المطلوب شطبها ،الا أن هذا الموضوع يتطلب اجتماعا للجنة الجدول النقابي التي يرأسها نقيب الصحافة وتشارك فيها نقابة المحررين ووزارة الاعلام ،وذلك بموجب قانون المطبوعات الصادر عام1962

وبانتظار لجنة الجدول النقابي التي يجري الاعداد لاجتماعها ،وتنقية جدول المنتسبين ،لا يمكن القيام بأي خطوة مهمة في النقابة.لكن المجلس لم يقف عند هذا الحد ،بل عقد اجتماعا مطولا مع احد الخبراء المهتمين بصناديق التقاعد ،وتبين له ان الانضمام الى هذه الصناديق قد يكون أجدى من التأمين الصحي عبر شركات التأمين.ولهذه الغاية شكل لجنة لمتابعة هذا الموضوع من مختلف جوانبه ،ريثما تكون لجنة الجدول النقابي قد أقرت تنقية هذا الجدول.

​درس المجلس الجديد نظاما داخليا جديدا للنقابة يتلاءم مع متطلبات العصر ،وأقره ورفعه الى وزير للاعلام للموافقة عليه بحسب مضمون قانون المطبوعات .وسوف يفسح هذا النظام الجديد في معالجة الكثير من القضايا العالقة.

لا شك أن الطموح كبير في كل المجالات.لكن المعوقات ليست صغيرة.المهم أن ثمة نية للعمل .فالمجلس الجديد جاء نتيجة انتخابات واضحة وصريحةوعلنية ووسط معركة انتخابية حامية،وهو مجلس منسجم تماما على المستوى المهني ،على الرغم من تعدد الآراء السياسية فيه.والأمل كبير في الوصول الى خطوات تفيد المحررين في فترة قريبة ،وتعيد ثقتهم بنقابتهم. والله ولي التوفيق.